الجمعة، 9 مارس 2012

شباب الإمارات وجهاز أمن الدوله - وقفة تحليلية

شهد ميدان  تويتر  في الامارات والذي صوره البعض بأنه الساحه التي  تشهد تحركاً غير مسبوق من شباب الإمارات في مواجهة الانتهاكات التي يقوم بها جهاز أمن الدولة بالإمارات ولنا مع هذا الحراك وقفات وهي على النحو التالي :

أولًا : إن المتأمل في الساحه الخليجية يجد أن شباب الإمارات بشكل خاص استطاع أن يفضح ممارسات وانتهاكات جهاز الأمن الاماراتي – والذي يتخذ أساليبه من الأمن البوليسي المصري والتونسي -  فأصبح الحديث عن الحريات والحقوق والعدالة والكرامة والتحرر من القبضة الأمنية هدف شباب و أهل الامارات وهذا يدل على أن الكرامة ليست خدمات مقدمة للمواطن بل هي أعمق من هذا،  والمتمثلة في حقوق المواطنه .

ثانياً : استطاع شباب الإمارات أن يحول الصراع مع جهاز الأمن من الظلام إلى النور ومن الغرف المغلقه إلى الساحات المفتوحه وهذا مالا يستطيع جهاز الأمن مقاومته لأنهم لا ينشطون إلا في الظلام ولا يحسنون المواجهة أمام الناس لأنهم لا يفقهون لغة النضال السلمي وعقولهم مرتبطة بالشتم والسب والقذف والاعتقال والتهديد ، وبالتالي صمتوا وقامت مجموعة منهم تدافع بالسب والتشويش خلف حسابات وصور مستعارة غير حقيقية .



ثالثاً : بدأ الرأي العام يكتشف حقيقة الاستبداد والإنتهاكات التي مارسها الأمن في الخفاء في جميع قطاعات المجتمع حتى أنها وصلت إلى حد التدخل في عدم توصيل الكهرباء لبيوت البعض ، وبالتالي وقع جهاز الأمن الاماراتي في موقف يصعب عليه الدفاع برموزه واشخاصه لأنه جهاز في حقيقته سري هلامي لا يقوى على الظهور في العلن فما هو الحل أمام هذا الدوي القوي من شباب الامارات ضد الانتهاكات  ؟؟؟ 

رابعاً : الهجمة المنظمة التي استخدمها الأمن الامارتي في تغطية ممارساته واستخدام أداة يمكنها من امتصاص الضربات الموجهه إليه فقاموا بالتالي :

1 ) اسخدام ضاحي خلفان في المواجهة للأسباب التالية : أنها شخصية شرطية ورسميه والذي يميزها أنها جدلية ووهوجاء تتصرف بعقل الرجل الواحد والتهديد والعنجهية وهذا ما يتماشى مع عقيلة الأمن الإمارتي  كي يتحول الناس والشباب من الامن إلى ضاحي وشرطة دبي وهذا بالتحديد ما تم من خلال مافعله ضاحي بالتهديد في تويتر خلال خلال نهاية شهر فبراير بأنه يعد قوائم  لمحاسبتهم  وإلقاء التهم عليهم  إصدار الأوامر من خلال تويتر في فتح بلاغات وتوجيه التحريات في ملاحقة البعض علنا في تويتر !!! 

2) اشغال الرأي العام بقضية القرضاوي وضاحي خلفان وذلك من خلال استثارة الرأي العام واستغلال عاطفة الإمارات المرتبطة بحب حكامهم وذلك بخلط الأوراق بأن القرضاوي تهجم على الحكام والدولة في حين أنه وجه نصيحة  مضمونها تتكلم عن الانتهاكات الأمنية ، وفي نقاشي مع بعض الاماراتيين يتضح لي أنهم متفقين على مضمون ما قاله القرضاوي إلا أنهم مستائين من أنه تكلم في الجزيرة وهذا ما نجح به الأمن الإماراتي في تعبئة الرأي العام وهو في حقيقته نجاح مؤقت لأنه عاطفي .

3) استخدام شرطة دبي في الدخول وسط الأمن الإماراتي والشباب وتكون شرطة دبي درع واقي يستخدمه الأمن من ضربات الشباب القوية فبدأت شرطة دبي والتي تعتبر سلطة محلية بانتهاك دور وزارة الداخلية في اعتقال الناشط صالح الظفيري والذي كان يفضح ممارسات الأمن والذي هدد بإعداد قوائم بأسماء الفاسدين منهم وتقديمهم للعدالة ،  ويبقى التساؤل المهم أين دور  وزارة الداخلية الاتحادية والشيخ سيف بن زايد في هذا الموضوع ، لماذا ضاحي والذي يمثل دبي ولم يكن الشيخ سيف بن زايد والذي يمثل الامارات ؟؟؟؟  وخاصة أن الاعتقال تم في رأس الخيمة لماذا لم يؤدي هذا الدور شرطة رأس الخيمة والتي تتبع وزراة الداخلية ؟؟؟

4 ) في سابقة للترويع بدأ جهاز  الأمن في استخدام أسلوب البلطجة  المصرية في الإعتداء الجسدي على النشطاء وذلك لتهديد الآخريين وتخويفهم ويتضح ذلك من خلال حادث الإعتداء على الناشط جمعه الفلاسي إنها سابقة خليجية لم نعدها في خليجنا العربي !!!

5) استخدام الإعلاميين في عملية التشويه واتهام شباب الامارات بأنهم خونه ومدعومين من الخارج وأنهم إخونجية وأنهم مثيري الفتنة واستغلو اذاعة نور دبي وقاموا بلقاءات مع بعض الشخيصات التي يتابعها عدد كبير في تويتر بتشويه الحقائق وحشدهم على الشباب بأنهم مثيري الفتنة وهذا بالتحديد ما فعله الأمن المصري في مواجهة الثورة في مصر لماذا هذا؟؟ لكي يحول الأمن الاأضواء المسلطة عليه إلى الاشخاص الإعلاميين ليدخل الشباب في مواجهات جانبية يخرج الأمن من الساحه بأقل خسائر  ثم يحترق هؤلاء الاعلاميين فانتبوه يا شباب الامارات !!!

6 ) التركيز على الفتنة والإخلال بالأمن وأن هؤلاء الشباب يسعون خلف مصالح معينة لكي يقف الناس ضدهم وذلك بمنح الميكرفون لمجموعه محددة تقوم بهذا الدور رغم أن كثير من شعب الامارا ت يدرك أنهم على حق وأن الأمن بدأء ينتهك حقوق الناس والكرامات والحريات .

خامساً : دبي الإمارة المعروفه اقتصاديا وإبداعاً والتي أخذت النصيب الوافر  من برنامج خواطر  لأحمد الشيقري في ابراز قدراتها أصبحت الآن أداة في جهاز الامن الاماراتي من خلال استغلال شرطة دبي وإعلام دبي وبعض الشخصيات التي تعمل في  مكتب الشيخ محمد بن راشد وهذا ما يؤكد أن دبي فقدت قوتها بعد الأزمة المالية وإعصار الديون الذي اصابها مما جعلها لا تقوى على الوقوف أمام التسلط الأمني وتضييق الحريات الذي يضر بسمعة دبي ويهدد اقتصادها فدبي قوتها بسمعهتا والتي بدأت تتلاشى بسبب حاجتها المال من أبوظبي !!!

سادساً : تابعت وتأملت خلال شهريين الحراك الإماراتي لكي أحكم بعيني وعقلي لما أرى في الواقع وفي شبكات التواصل الإجتماعي  ومن خلال زياراتي المتكررة للإمارات فاتضح أن الشباب الذين يطالبون بوقف الانتهاكات وهيمنة الأمن الإماراتي على شؤون حياتهم المدنية يؤكدون دائما أنهم يحترمون حكامهم ويقدمون الولاء لهم   فهم يفصلون بين الحكام وتصرفات جهاز الأمن ويمكنكم أن تقرؤا بأنفسكم الامر الآخر أن  هؤلاء الشباب حساباتهم وصورهم وأسمائهم معروفه وهم من العوائل العريقة والمعروفه في دولة الامارات العربية في حين أن من يتبنى الحملة عليهم يتخفون بصور وأسماء غير حقيقية عوضا  عن مستوى الطرح الراقي للشباب مقابل السب والشتم والحجج الواهية للمأجورين  والمرتزقة من جهاز الامن الامارتي

عموما كخليجي أرى أن شباب الامارات يؤكدون أن حملتهم أساسها كرامة وعداله ودولة المؤسسات بعيدا عن المكرمات والمبادرات التي تقدمها حكومتهم فالحراك الشبابي بالامارات نموذج مختلف يقول أن أن الامارات متقدمه ومتطورة ويقرون بأنها نموذج في التنمية  إلا أنهم يطالبون بالتنمية في الحياة السياسية والحريات ...


عبدالر حمن  عبدالله 
مواطن خليجي باحث في الشؤون السياسية
8مارس 2012 
abdulr7man65@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق